في الثامن ابريل..
كان الجو جميلا جدا..النسيم عليل..والشمس تداعب خصلات شعري البنيّ الطويل..
كنت قد استيقظت للتو من النوم..لا ادري كيف نمت او متى..لكني نمت!!
فالامس كان صاخبا..ابتسمت حين تذكرت ما حدث البارحه..
نعم انه اليوم الذي انتظرته طويلا..نعم سيأتي اليوم للقائي..
نهضت من السرير مسرعة..غسلت وجهي بالماء..وفتحت خزانة ملابسي عليّ اجد ثيابا تليق بموعد كهذا..موعد طال انتظاره كثيرا..وذاب قلبي شوقا اليه..في كل مرة كان يعدني حبيبي انه سيأتي..ومن ثم يعتذر بأنه لن يستطيع المجيء..لطالما كنت اشعر بالحزن الشديد..حياتي باتت كئيبه..بل لا اسميها حياة البته..فهو كان دافعي للحياة..لذا كنت انتظره ليلة تلو ليلة..وانام على امل ان يراودني طيف محياه..او ان يلقني في الحلم..ولكنه لم يأت..ابدا..
في كل مرة كأن اليأس يتسلل خفية الى قلبي..وبت اشعر انه حلم بعيد..بعيد جدا..واننا لن نلتقي..وان حبي سيكون مجرد حب من طرف واحد..سيأتي اليوم الذي سيتلاشى فيه..بالتأكيد..
لكن ما جرى بالامس جعلني انسى كل هذا..لقد ارسل لي رسالة..يخبرني في فحواها انه سيزورني قريبا..بل وانه لن يتركني مجددا..اخبرني كم يشتاق اليّ..وان لا يد له في كل هذا البعد..كنت اقرأ كلماته واشعر بها تدغدغ اعماقي..كنت في قمة السعاده والانشراح النفسي..فها هو حبيب قلبي قد عاد من جديد..نعم غدا سنلتقي..في الثامن من ابريل..لا ادري كم مرة قرأت الرساله..ولا ادري ما شعوري حينها!!!لكني حقا كنت في عالم اخر.. انسج احلامي وامنياتي..لم استطع النوم وقتها..من شدة الفرح!!!
افقت من شرودي عندما سمعت صوت اختي الكبرى وهي تقول:
"سيأتي اليوم اذا!! ارتدي أي فستان..ستكونين جميلة بأي حال..لا تقلقي عزيزتي"
نظرت اليها..اردت ان ارد اشكرها ولكنها اختفت فجأة من امامي!!!
عدت الى ملابسي..وانا في حيرة من امري..لا ادري أيها ارتدي!!
كنت اردد في نفسي:
"لن يمر هذا اليوم بسلام..اريده يوما مختلفا..ليس كبقية الايام"
واخيرا..بعد طول عناء..التقطت ثوبي الاسود..ذلك الفستان الذي اهداه لي في عيد ميلادي الواحد والعشرين..كم كنت سعيدة في ذلك اليوم..لم اكن اتوقع ان يتذكر عيد ميلادي حتى!! ولكن كعادته..بارع في المفاجآت وفي صنع الدهشة على عينيّ..في كل مرة كنت ارى فيها الفستان الاسود..ادرك اني لن ارتديه الا في يوم مميز..وها هو اليوم قد جاء..
للصراحه..لا ادري كم من الوقت مضى وانا اهيأ نفسي للقائه..ولا كم مره حاولت ان اردع عنفوان قلبي وفشلت!!!
لقد كنت اشعر بأن الثواني كسولة جدا..وكأنها عجوز سلحفاء تحاول قطع صحراء الربع الخالي ورجلها اليمنى عالقة بغصن شجرة!!ّ!
حل المساء وانا انتظر حبيبي..لقد انتظرته كثيرا..ولكنه لم يأتي..كنت احاول اصطناع عذر له كما في كل مرة..فلربما حدث له امر طارئ..ولربما هو مشغول..ولربما ولربما..
ولكنه لم يعتذر حتى..؟؟؟؟؟؟؟؟ هو لم يفكر في المجيئ حتى!!!!!!!
اشعر بأن شيئا ما بداخلي قد تحطم..هاهو للمرة التي لا يمكن عدها يتركني وحيدة..لحزني..لوجعي..وخذلاني..
خنقتني العبرات وانا اتذكر رسالته وهو يخبرني بحبه وشوقه..آه يا قلبي..لقد كان يكذب عليّ مجددا..وانا صدقته مجددا..يا لسخافتي وسذاجتي!!!!
فاضت دموعي ساخنة على وجنتيّ..اعتصرت عيني بمرارة..وكأني اعاتبها على الهطول..امسكت قلبي بيدي اليمنى..وددت لو ان بإمكاني إقتلاعه كي استريح من هذا الوجع..
ولكن..
لم كل هذا..؟؟
لا لن اهزم مجددا..يكفي ما مضى..
لن استسلم للخذلان..للقهر وللألم..لن استسلم للذل..
سأنسااااااااااااااااه
قلتها بكل مافيّ من صوت..
نعم سأنساه وسأمضي في طريقي..سأصنع سعادتي بيدي..لن اسمح لأحد بأن يتلاعب بي..او بمشاعري..وثبت واقفه..مسحت دموعي على عجل..ابتسمت ابتسامة ساخرة وانا انظر الى نفسي في المرآه والى فستاني الاسود وزينتي التي قضيت فيها يوما كاملا..لن يضيع تعبي سدى..اشعلت الشموع كلها..نعم سأقيم حفلة في قلبي..فالفرح قادم..والحياة ما زالت في بدايها..سأبحث عن الحب الحقيقي..حب صادق..حب لا ينسى..حب وجد لأجلي وفقط!!
#بقلمي..روان’’